نصائح طبية لقيادة الدراجة النارية
اتباع وسائل الأمان حاجة حيوية.. وخوذ مطورة جديدة لتأمين السلامة
الرياض: «الشرق الأوسط»
طرح في بعض الأسواق العالمية اخيرا وبشكل محدود، نوع جديد من خوذ حماية الرأس لقائدي الدراجات النارية تمكنهم من رؤية المنظر الخلفي للدراجة بصفة أوسع مما تمكنه لهم المرايا الجانبية على مقودها، وهو ما يُتوقع أن يتوفر في كثير من الأسواق العالمية هذا العام، ليقدم درجة متقدمة من أمان القيادة، وكذلك الحماية من الحوادث. كما لا تزال الأوساط الطبية والقانونية تترقب النتائج المترتبة على ما تم إعلانه في أغسطس (آب) الماضي من نتائج دراسة مراجعة قامت بها الإدارة القومية الأميركية لسلامة الطرق السريعة لتقويم آثار تطبيق تعديل قانون ارتداء قائدي الدراجات النارية لخوذ الرأس في ولاية فلوريدا الأميركية خلال الخمس سنوات الماضية بعد التعديل الصادر حولها في يوليو (تموز) 2001، الذي تضمن إلزام ارتداء قائدي الدراجات النارية لخوذة الرأس فقط من قِبل من هم دون سن الحادية والعشرين أو الذين تأمينهم الصحي السنوي لا يغطي ما فوق 10000 دولار، وعُرضت في الدراسة نتائج مخيبة للآمال تفرض إلغاء التعديل للقانون للعودة الى القانون القديم المُلزم بارتدائها من قبل كل قائدي الدراجات النارية وليس كما هو الحال الآن في ولاية فلوريدا وبعض الولايات الأخرى.إن الصورة التي عهدناها من قبل عن ذلك المراهق أو الشاب صغير السن كراكب للدراجة النارية ابتغاء متعة الانطلاق مع الشعور بالقدرة على تجاوز الخطر، أو استخدامها من قبل لا طاقة مادية لديه كوسيلة نقل أجبرته الظروف عليها، قد تغيرت اليوم بشكل كبير، فلم تعد اليوم إحدى وسائل النقل الرخيصة، بل ان أنواعاً متقدمة تقنياً ومكلفة الثمن تُطرح اليوم في الأسواق للراغبين فيها، ويقبل على اقتنائها كثير من متوسطي العمر من الأثرياء لما تتميز به من إعطاء متعة لا يجدها عاشق ركوب الدراجات النارية في أي شيء سواها، مما لا علاقة لها بالبحث عن الخطر أو الاستهتار بالحياة. كما أن الحاجة الى اعتمادها كوسيلة نقل لم تعد مرتبطة بعدم القدرة على شراء السيارة، بل هي الخفة والسهولة في التنقل، كذلك في تأمين مكان لوقوفها في زحمة المدن العالمية. هذا بالإضافة الى تزايد شعبية محبي رياضة سباق الدراجات وتنوع بطولاتها من راليات شاقة الى حلبات السباق.
وتشير الإحصاءات الحديثة لمجلس السلامة الكندي، أن معدل أعمار من يلتحقون ببرامج التدريب على قيادة الدرجات النارية هو نهاية الثلاثينات من العمر، أي أنه أكبر 10 سنوات مما كان عليه العمر قبل عقد من الزمان. وفي الولايات المتحدة كذلك، إذْ كان معدل العمر لمتدرب قيادتها هو 25 سنة عام 1990، أما في عام 2003 فبلغ 39 سنة. وتضيف الإحصاءات الأميركية اخيرا، أن الصفة الطبيعية لمشتري الدراجة النارية في ولاية كاليفورنيا هي أن يكون رجلاً يبلغ من العمر 42 سنة، ودخله السنوي حوالي 67 ألف دولار، أي تقريباً ضعف معدل الدخل الطبيعي لمن هم في نفس السن. بعبارة أخرى، فإن قائدي الدراجات النارية اليوم هم أكبر سناً وأكثر دخلاً مادياً مما كان عليه الحال في السابق، وفوق هذا وذاك أكثر عدداً.
* الطب والدراجة النارية
* الاهتمام الطبي بشأن سلامة قيادة الدراجات النارية وحتى الهوائية، له ما يبرره من جوانب عدة، والدراسات الطبية في هذا المضمار تتجاوز مجرد الإحصاءات لتناقش جدوى القوانين المعمول بها لحماية قائديها من الحوادث والإصابات والوصول الى اتباع وسائل أكثر أماناً تجنيباً لقائديها من أنواع خطرة من إصابات الرأس والعنق المميتة أو المسببة للإعاقات الدائمة بكل آثار هذا الأمر الاقتصادية من كلفة العلاج وملحقاته.
لذا ترى رابطة الطب الأميركية في إصداراتها، أن للأطباء دوراً مباشراً في منع حصول حالات إصابات حوادث قيادة الدراجات النارية عبر حث مرضاهم ممن يقودونها على الحصول على التراخيص اللازمة وفق القوانين المتبعة، ومناقشتهم في وسائل السلامة والأمان لها، والتركيز على أهمية ارتداء خوذة الرأس، وتجنب القيادة عند تناول المشروبات الكحولية أو غيرها من مواد الإدمان.
وتتحدث المصادر الطبية عن الإلزام بارتداء خوذ الرأس حتى لدى قيادة الدراجة الهوائية.
خطورة قيادة الدراجة النارية: من الحقائق التي يعلمها الجميع، والكثير منا في ذهنه ذكريات مؤلمة عن بعض المعارف أو الأقارب أو معلومات عن بعض المشاهير ممن تعرضوا لحوادث وإصابات بسببها، هي أن الدراجة النارية وبلا شك ذات سمعة سيئة حول أمان قيادتها، ففي كندا مثلاً بلغت الوفيات منها عام 1973 وحده حوالي ألف شخص، لكن الصرامة في التدريب والسماح بقيادتها فقط لمن أتم البرامج الخاصة بذلك، واجتاز فيها عام 2003 أكثر من 23 ألف شخص برنامج تدريب قيادة الدراجة النارية بإشراف مجلس السلامة الكندي، الذي يرى أن هناك فرقاً بين مجرد تعلم قيادة الدراجة النارية وبين التدريب على سلامة قيادتها في الطرقات السريعة وداخل المدن أو في حلبات السباق. هذا ما يبدو أنه أدى الى انخفاض العدد ـ برغم زيادة انتشارها ـ الى 170 حالة وفاة عام 2002، والملاحظ أن نسبة صغار السن بينهم لا تتجاوز 11%، أي أنها تشكل اليوم نسبة 6% من عدد وفيات الطرقات في كندا. أما في الولايات المتحدة، فإن النسب قبل عقد من اليوم بلغت 2000 حالة وفاة و65 ألف إصابة، والمهم هو أن الوفيات كانت بسبب إصابات الرأس لدى 50% من الحالات.
وبحسب تقارير رابطة الطب الأميركية، فإن خطورة قيادة الدراجة النارية تنبع من خفة كتلتها والمهارة العالية اللازمة لقيادتها واستخدامها، إضافة الى صعوبة الانتباه إليها من قِبل قائدي السيارات من حولها، وتدني قدرتها على توفير الحماية لقائدها. لذا تشير الإدارة القومية لسلامة الطرق السريعة في الولايات المتحدة، الى أن احتمال تعرض قائد الدراجة النارية الى الإصابة أو الوفاة حين حصول حادث أثناء قيادتها هو 80% بينما تبلغ النسبة في السيارات 30%.
* نصائح السلامة
* وتشمل نصائح سلامة قيادة الدراجة النارية لزوم ارتداء الخوذة الواقية على الرأس، وارتداء ملابس قوية كالجلد مثلاً، إضافة الى ارتداء القفاز والأحذية القوية وملابس براقة الألوان ووضع مواد عاكسة فسفورية عليها كي يتنبه سائق السيارة الى وجود الدراجة النارية.
ولئن كان تناول الكحول سببا مهما في حوادث الدراجات النارية، إذْ بحسب إحصاءات الإدارة الأميركية لسلامة الطرق السريعة، فإن 30% من حالات الوفيات كانت لدى من نسبة الكحول في الدم وصلت الى حد السكر، أي 0.10 غرام لكل ديسيلتر ( 100 ملليلتر)، فإن عدم ارتداء خوذة الرأس يُعد اليوم السبب الرئيس للوفيات والإصابات نتيجة التعرض للحوادث أثناء قيادة الدراجة النارية.
خوذة الرأس لقيادة الدراجة النارية هي الأساس في السلامة، فالدراسات الطبية تشير الى أنها تُخفض حالات الوفيات بنسبة 30%، وحالات إصابات الدماغ بنسبة 67%، وإحصاءات الإدارة القومية لسلامة الطرق السريعة في الولايات المتحدة تتحدث أن ارتداءها في ما بين عامي 1986 وعام 1996 منع حصول 7900 حالة وفاة وخسارة 10 بلايين دولار في علاج حالات الإصابات في الرأس أو العنق.
في أغسطس من العام الماضي، نشرت الإدارة المذكورة نتائج دراسة متابعة خلال الخمس سنوات الماضية وتحديداً بعد صدور تعديل غير مبرر في ولاية فلوريدا بتاريخ يوليو 2000، يشمل الإلزام القانوني بارتداء خوذة الرأس لقائدي الدراجة النارية فقط لمن هم تحت سن الحادية والعشرين، وأيضاً من هم أكبر من هذا السن حينما لا يغطي تأمينهم الصحي السنوي مبلغ 10 آلاف دولار.
الدراسة تقول أربعة أمور مهمة:
الأول: أنه في عام 1993 كان يلتزم 84% من قائدي الدراجات النارية بارتدائها وفق المواصفات المطلوبة قانونياً، وفي عام 1998 تناقصت النسبة الى 65%، وفي عام 2002 وبعد تعديل القانون تناقصت النسبة أيضاً أكثر وأكثر لتصل الى 47%.
الثاني: من بين 515 حالة وفاة في تلك الولاية خلال السنوات الثلاث التي سبقت تعديل القانون ـ أي من عام 1997 الى 1999 ـ نتيجة حوادث قائدي الدراجات النارية، فإن 9% فقط منهم لم يكونوا يرتدون خوذات الرأس، بينما في الثلاث سنوات التي تلت تعديل القانون ـ أي من عام 2001 الى 2003 ـ فإن 933 حالة وفاة حصلت، وكان 61% منهم لا يرتدون الخوذة الواقية للرأس.
الثالث: من 515 حالة وفاة المتقدمة كانت هناك 35 حالة فقط ممن أعمارهم دون الحادية والعشرين في فترة الثلاث سنوات قبل تعديل القانون، بينما خلال الثلاث سنوات التالية لتعديل القانون فكان ضمن 933 حالة حوالي 101 وفاة لمن هم دون سن الحادية والعشرين، بينهم 45% لم يكونوا مرتدين الخوذة الواقية للرأس أثناء حادث الوفاة.
الرابع: بيانات المستشفيات في ولاية فلوريدا قالت إن حالات دخول المستشفيات للعلاج من إصابات ركوب الدراجة النارية بلغت حوالي 5000 حالة، أي أنها زادت بنسبة 40% في خلال الثلاث سنوات بعد تعديل القانون مقارنة بنفس المدة قبل ذلك، وأن إصابات الرأس وحدها ارتفعت لتصل الى نسبة 80%.
ما الذي يعني هذا، يعني أن معدل الوفيات ارتفع في الثلاث سنوات التالية لتعديل قانون ارتداء خوذة الرأس بنسبة تقارب 70% مقارنة بنفس المدة قبل التعديل، وهو ما يُعد ارتفاعاً بنسبة 75% للمعدل القومي للوفيات نتيجة ركوب الدراجة النارية على مستوى الولايات المتحدة. وأن التراخي في تطبيق الالتزام طال حتى من هم مُلزمون بارتدائها نتيجة عدم وضوح أسس التفريق بين سن دون اخر للمراهقين وصغار السن، وأن الحوادث والإصابات بشكل عام، إصابات الرأس بشكل خاص ارتفعت نسبتها بدرجة عالية.
* إصابات الرأس
* إن الضرر قد يطال الرأس، عند الحوادث، نتيجة إصابة أي من مكوناته كجلدة الرأس أو عظام الجمجمة أو الدماغ نفسه، والأمر قد يتراوح ما بين خدوش بسيطة الى تلف في الدماغ. ويستخدم الأطباء تقسيماً لوصف كيفية الإصابة، إما إصابة مغلقة بمعنى أن الرأس يتلقى صدمة نتيجة الارتطام بشيء ما، ومن هذا النوع حالات ارتجاج المخ. وإما إصابة مُخترقة حينما يدخل شيء ما الى الرأس، كالشظايا الزجاجية للمركبات وغيرها.
وتعد حوادث السير السبب الرئيس في إصابات الرأس والتعرض للوفاة أو الإعاقة نتيجة لها. وعلامات الإصابة قد تظهر بشكل حاد وفوري أو قد تأخذ وقتاً حتى تكتمل صورتها المرضية، وحتى حينما تكون الآثار الخارجية بسيطة ككدمات أو خدوش أو جروح بسيطة وغير عميقة ومن دون حصول كسور في عظام الجمجمة، ويبدو بالتالي الرأس خفيف التأثر، فإن الدماغ قد يكون تعرض لضرر بالغ من الارتجاج والنزيف، الذي يأخذ وقتاً كي تبدو علاماته كاملة.
هناك بعض المؤشرات على تضرر الدماغ أو الجمجمة حين الإصابة من المهم التنبه إليها عند حضور أي من حوادث إصابة الرأس كإصابات حوادث الدراجات النارية، وهي:
ـ فقدان الوعي، أو الارتباك أو الخمول الذهني.
ـ نوبات تشنج كالصرع.
ـ كسور في الجمجمة أو الوجه، كدمات في الوجه، انتفاخ مكان الإصابة، أو جروح عميقة في جلدة الرأس.
ـ خروج سوائل إما شفافة أو دموية من الأنف أو الفم أو الأذن.
ـ صداع وألم شديد في الرأس.
ـ إظهار تحسن في البداية ثم ظهور انتكاس في الوعي وغيره.
ـ التوتر أو التصرف بطريقة غريبة وغير معهودة من قبل المُصاب.
ـ بطء الكلام أو عدم وضوح في الإبصار.
ـ فقدان القدرة على تحريك أحد الأطراف أو على الشم أو السمع أو الإبصار.
ـ تصلب في الرقبة أو القيء أو التنفس بغير عمق أو هبوط معدل ضغط الدم أو تغيرات في حدقة العين.
إن التعامل السليم مع الدراجة النارية، والاهتمام بوسائل السلامة فيها وفي قائدها، وتوخي الحذر من مسببات الحوادث أثناء قيادتها، كفيل بأن يحد بشكل كبير من حصول الحوادث بالأصل أو التأثر بالإصابات الناجمة عنها. واهتمام الأطباء بالتعريف بوسائل السلامة أثناء التعامل مع المركبات المتحركة، أياً كان نوعها سواء لقائدها أو مجرد راكب فيها، خاصة للصغار من الشباب وحتى الأطفال الرضع، هو أمر غاية في الضرورة والحيوية.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن حديث الأطباء يجب أن يتوسع ليشمل أموراً حياتية أوسع لتشمل جوانب مهمة في السلامة وأمان ممارسة أنشطة الحياة، ذلك أن مهمة الطبيب الإنسانية أكبر من معالجة المرض حين الإصابة به، بل هو التثقيف الصحي الواسع والشامل للوقاية من الأمراض أو الإصابات وغيرها. وإحدى غايات الحديث عن موضوع خوذة الرأس لقائد الدراجة النارية هي فتح باب اهتمام أوسع بمجالات السلامة في الحياة من قبل الأطباء وغيرهم عبر الحديث عن موضوع قلما يتنبه الى أهميته الصحية الكثيرون.
* خوذة مطورة للرؤية الخلفية > خوذة الرأس ذات رؤية خلفية، طرحتها إحدى الشركات البريطانية لأول مرة في ميلانو بإيطاليا ضمن عروض سباقات الدراجات النارية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي نوع جديد من خوذ الرأس يرتديها قائد الدراجة النارية، وتمكنه من الحصول على رؤية أوسع وأدق للمنظر الخلفي.
الخوذة الجديدة، التي من المتوقع أن تصل الى محبي استخدام أو رياضة ركوب الدراجات النارية خلال هذا العام، واستغرقت الأبحاث الأوروبية في تصميمها وإنتاجها عشر سنوات متواصلة، لخدمة أمرين وهما الوقاية من الحوادث والتقليل من درجة الإصابة في الرأس حين حصولها، بحسب قول بيللي مورغن الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة، وأضاف أن المتوقع أن يكون لاستخدامها أثر بالغ في تقليل نسبة الحوادث والإصابات الناجمة عنها، إضافة الى احتمال الوفيات أثنائها.
تقنية إعطاء صورة خلفية متواصلة لقائد الدراجة النارية لا تحتاج الى مصدر للطاقة أو أي إلكترونيات معقدة، بل تعتمد نظام انعكاس الضوء ضمن انحناء قبة الخوذة لنقل صورة المشهد الخلفي عبر حزمة من ألياف المواد الكربونية العديدة ذات وزن خفيف وغير قابلة للكسر.
والطريف أن البعض كان قد اقترح تطوير استخدام مثل تقنية هذه الخوذات لمن أعمالهم تستدعي الرؤية للأمام، وفي نفس الوقت للخلف من دون القدرة على الالتفات، أو ربما يكون ارتداؤها لمتعة السير والمشي مع رؤية الخلف!.
حمل هديتك المجانية
وشكرا جزيلا
طرح في بعض الأسواق العالمية اخيرا وبشكل محدود، نوع جديد من خوذ حماية الرأس لقائدي الدراجات النارية تمكنهم من رؤية المنظر الخلفي للدراجة بصفة أوسع مما تمكنه لهم المرايا الجانبية على مقودها، وهو ما يُتوقع أن يتوفر في كثير من الأسواق العالمية هذا العام، ليقدم درجة متقدمة من أمان القيادة، وكذلك الحماية من الحوادث. كما لا تزال الأوساط الطبية والقانونية تترقب النتائج المترتبة على ما تم إعلانه في أغسطس (آب) الماضي من نتائج دراسة مراجعة قامت بها الإدارة القومية الأميركية لسلامة الطرق السريعة لتقويم آثار تطبيق تعديل قانون ارتداء قائدي الدراجات النارية لخوذ الرأس في ولاية فلوريدا الأميركية خلال الخمس سنوات الماضية بعد التعديل الصادر حولها في يوليو (تموز) 2001، الذي تضمن إلزام ارتداء قائدي الدراجات النارية لخوذة الرأس فقط من قِبل من هم دون سن الحادية والعشرين أو الذين تأمينهم الصحي السنوي لا يغطي ما فوق 10000 دولار، وعُرضت في الدراسة نتائج مخيبة للآمال تفرض إلغاء التعديل للقانون للعودة الى القانون القديم المُلزم بارتدائها من قبل كل قائدي الدراجات النارية وليس كما هو الحال الآن في ولاية فلوريدا وبعض الولايات الأخرى.إن الصورة التي عهدناها من قبل عن ذلك المراهق أو الشاب صغير السن كراكب للدراجة النارية ابتغاء متعة الانطلاق مع الشعور بالقدرة على تجاوز الخطر، أو استخدامها من قبل لا طاقة مادية لديه كوسيلة نقل أجبرته الظروف عليها، قد تغيرت اليوم بشكل كبير، فلم تعد اليوم إحدى وسائل النقل الرخيصة، بل ان أنواعاً متقدمة تقنياً ومكلفة الثمن تُطرح اليوم في الأسواق للراغبين فيها، ويقبل على اقتنائها كثير من متوسطي العمر من الأثرياء لما تتميز به من إعطاء متعة لا يجدها عاشق ركوب الدراجات النارية في أي شيء سواها، مما لا علاقة لها بالبحث عن الخطر أو الاستهتار بالحياة. كما أن الحاجة الى اعتمادها كوسيلة نقل لم تعد مرتبطة بعدم القدرة على شراء السيارة، بل هي الخفة والسهولة في التنقل، كذلك في تأمين مكان لوقوفها في زحمة المدن العالمية. هذا بالإضافة الى تزايد شعبية محبي رياضة سباق الدراجات وتنوع بطولاتها من راليات شاقة الى حلبات السباق.
وتشير الإحصاءات الحديثة لمجلس السلامة الكندي، أن معدل أعمار من يلتحقون ببرامج التدريب على قيادة الدرجات النارية هو نهاية الثلاثينات من العمر، أي أنه أكبر 10 سنوات مما كان عليه العمر قبل عقد من الزمان. وفي الولايات المتحدة كذلك، إذْ كان معدل العمر لمتدرب قيادتها هو 25 سنة عام 1990، أما في عام 2003 فبلغ 39 سنة. وتضيف الإحصاءات الأميركية اخيرا، أن الصفة الطبيعية لمشتري الدراجة النارية في ولاية كاليفورنيا هي أن يكون رجلاً يبلغ من العمر 42 سنة، ودخله السنوي حوالي 67 ألف دولار، أي تقريباً ضعف معدل الدخل الطبيعي لمن هم في نفس السن. بعبارة أخرى، فإن قائدي الدراجات النارية اليوم هم أكبر سناً وأكثر دخلاً مادياً مما كان عليه الحال في السابق، وفوق هذا وذاك أكثر عدداً.
* الطب والدراجة النارية
* الاهتمام الطبي بشأن سلامة قيادة الدراجات النارية وحتى الهوائية، له ما يبرره من جوانب عدة، والدراسات الطبية في هذا المضمار تتجاوز مجرد الإحصاءات لتناقش جدوى القوانين المعمول بها لحماية قائديها من الحوادث والإصابات والوصول الى اتباع وسائل أكثر أماناً تجنيباً لقائديها من أنواع خطرة من إصابات الرأس والعنق المميتة أو المسببة للإعاقات الدائمة بكل آثار هذا الأمر الاقتصادية من كلفة العلاج وملحقاته.
لذا ترى رابطة الطب الأميركية في إصداراتها، أن للأطباء دوراً مباشراً في منع حصول حالات إصابات حوادث قيادة الدراجات النارية عبر حث مرضاهم ممن يقودونها على الحصول على التراخيص اللازمة وفق القوانين المتبعة، ومناقشتهم في وسائل السلامة والأمان لها، والتركيز على أهمية ارتداء خوذة الرأس، وتجنب القيادة عند تناول المشروبات الكحولية أو غيرها من مواد الإدمان.
وتتحدث المصادر الطبية عن الإلزام بارتداء خوذ الرأس حتى لدى قيادة الدراجة الهوائية.
خطورة قيادة الدراجة النارية: من الحقائق التي يعلمها الجميع، والكثير منا في ذهنه ذكريات مؤلمة عن بعض المعارف أو الأقارب أو معلومات عن بعض المشاهير ممن تعرضوا لحوادث وإصابات بسببها، هي أن الدراجة النارية وبلا شك ذات سمعة سيئة حول أمان قيادتها، ففي كندا مثلاً بلغت الوفيات منها عام 1973 وحده حوالي ألف شخص، لكن الصرامة في التدريب والسماح بقيادتها فقط لمن أتم البرامج الخاصة بذلك، واجتاز فيها عام 2003 أكثر من 23 ألف شخص برنامج تدريب قيادة الدراجة النارية بإشراف مجلس السلامة الكندي، الذي يرى أن هناك فرقاً بين مجرد تعلم قيادة الدراجة النارية وبين التدريب على سلامة قيادتها في الطرقات السريعة وداخل المدن أو في حلبات السباق. هذا ما يبدو أنه أدى الى انخفاض العدد ـ برغم زيادة انتشارها ـ الى 170 حالة وفاة عام 2002، والملاحظ أن نسبة صغار السن بينهم لا تتجاوز 11%، أي أنها تشكل اليوم نسبة 6% من عدد وفيات الطرقات في كندا. أما في الولايات المتحدة، فإن النسب قبل عقد من اليوم بلغت 2000 حالة وفاة و65 ألف إصابة، والمهم هو أن الوفيات كانت بسبب إصابات الرأس لدى 50% من الحالات.
وبحسب تقارير رابطة الطب الأميركية، فإن خطورة قيادة الدراجة النارية تنبع من خفة كتلتها والمهارة العالية اللازمة لقيادتها واستخدامها، إضافة الى صعوبة الانتباه إليها من قِبل قائدي السيارات من حولها، وتدني قدرتها على توفير الحماية لقائدها. لذا تشير الإدارة القومية لسلامة الطرق السريعة في الولايات المتحدة، الى أن احتمال تعرض قائد الدراجة النارية الى الإصابة أو الوفاة حين حصول حادث أثناء قيادتها هو 80% بينما تبلغ النسبة في السيارات 30%.
* نصائح السلامة
* وتشمل نصائح سلامة قيادة الدراجة النارية لزوم ارتداء الخوذة الواقية على الرأس، وارتداء ملابس قوية كالجلد مثلاً، إضافة الى ارتداء القفاز والأحذية القوية وملابس براقة الألوان ووضع مواد عاكسة فسفورية عليها كي يتنبه سائق السيارة الى وجود الدراجة النارية.
ولئن كان تناول الكحول سببا مهما في حوادث الدراجات النارية، إذْ بحسب إحصاءات الإدارة الأميركية لسلامة الطرق السريعة، فإن 30% من حالات الوفيات كانت لدى من نسبة الكحول في الدم وصلت الى حد السكر، أي 0.10 غرام لكل ديسيلتر ( 100 ملليلتر)، فإن عدم ارتداء خوذة الرأس يُعد اليوم السبب الرئيس للوفيات والإصابات نتيجة التعرض للحوادث أثناء قيادة الدراجة النارية.
خوذة الرأس لقيادة الدراجة النارية هي الأساس في السلامة، فالدراسات الطبية تشير الى أنها تُخفض حالات الوفيات بنسبة 30%، وحالات إصابات الدماغ بنسبة 67%، وإحصاءات الإدارة القومية لسلامة الطرق السريعة في الولايات المتحدة تتحدث أن ارتداءها في ما بين عامي 1986 وعام 1996 منع حصول 7900 حالة وفاة وخسارة 10 بلايين دولار في علاج حالات الإصابات في الرأس أو العنق.
في أغسطس من العام الماضي، نشرت الإدارة المذكورة نتائج دراسة متابعة خلال الخمس سنوات الماضية وتحديداً بعد صدور تعديل غير مبرر في ولاية فلوريدا بتاريخ يوليو 2000، يشمل الإلزام القانوني بارتداء خوذة الرأس لقائدي الدراجة النارية فقط لمن هم تحت سن الحادية والعشرين، وأيضاً من هم أكبر من هذا السن حينما لا يغطي تأمينهم الصحي السنوي مبلغ 10 آلاف دولار.
الدراسة تقول أربعة أمور مهمة:
الأول: أنه في عام 1993 كان يلتزم 84% من قائدي الدراجات النارية بارتدائها وفق المواصفات المطلوبة قانونياً، وفي عام 1998 تناقصت النسبة الى 65%، وفي عام 2002 وبعد تعديل القانون تناقصت النسبة أيضاً أكثر وأكثر لتصل الى 47%.
الثاني: من بين 515 حالة وفاة في تلك الولاية خلال السنوات الثلاث التي سبقت تعديل القانون ـ أي من عام 1997 الى 1999 ـ نتيجة حوادث قائدي الدراجات النارية، فإن 9% فقط منهم لم يكونوا يرتدون خوذات الرأس، بينما في الثلاث سنوات التي تلت تعديل القانون ـ أي من عام 2001 الى 2003 ـ فإن 933 حالة وفاة حصلت، وكان 61% منهم لا يرتدون الخوذة الواقية للرأس.
الثالث: من 515 حالة وفاة المتقدمة كانت هناك 35 حالة فقط ممن أعمارهم دون الحادية والعشرين في فترة الثلاث سنوات قبل تعديل القانون، بينما خلال الثلاث سنوات التالية لتعديل القانون فكان ضمن 933 حالة حوالي 101 وفاة لمن هم دون سن الحادية والعشرين، بينهم 45% لم يكونوا مرتدين الخوذة الواقية للرأس أثناء حادث الوفاة.
الرابع: بيانات المستشفيات في ولاية فلوريدا قالت إن حالات دخول المستشفيات للعلاج من إصابات ركوب الدراجة النارية بلغت حوالي 5000 حالة، أي أنها زادت بنسبة 40% في خلال الثلاث سنوات بعد تعديل القانون مقارنة بنفس المدة قبل ذلك، وأن إصابات الرأس وحدها ارتفعت لتصل الى نسبة 80%.
ما الذي يعني هذا، يعني أن معدل الوفيات ارتفع في الثلاث سنوات التالية لتعديل قانون ارتداء خوذة الرأس بنسبة تقارب 70% مقارنة بنفس المدة قبل التعديل، وهو ما يُعد ارتفاعاً بنسبة 75% للمعدل القومي للوفيات نتيجة ركوب الدراجة النارية على مستوى الولايات المتحدة. وأن التراخي في تطبيق الالتزام طال حتى من هم مُلزمون بارتدائها نتيجة عدم وضوح أسس التفريق بين سن دون اخر للمراهقين وصغار السن، وأن الحوادث والإصابات بشكل عام، إصابات الرأس بشكل خاص ارتفعت نسبتها بدرجة عالية.
* إصابات الرأس
* إن الضرر قد يطال الرأس، عند الحوادث، نتيجة إصابة أي من مكوناته كجلدة الرأس أو عظام الجمجمة أو الدماغ نفسه، والأمر قد يتراوح ما بين خدوش بسيطة الى تلف في الدماغ. ويستخدم الأطباء تقسيماً لوصف كيفية الإصابة، إما إصابة مغلقة بمعنى أن الرأس يتلقى صدمة نتيجة الارتطام بشيء ما، ومن هذا النوع حالات ارتجاج المخ. وإما إصابة مُخترقة حينما يدخل شيء ما الى الرأس، كالشظايا الزجاجية للمركبات وغيرها.
وتعد حوادث السير السبب الرئيس في إصابات الرأس والتعرض للوفاة أو الإعاقة نتيجة لها. وعلامات الإصابة قد تظهر بشكل حاد وفوري أو قد تأخذ وقتاً حتى تكتمل صورتها المرضية، وحتى حينما تكون الآثار الخارجية بسيطة ككدمات أو خدوش أو جروح بسيطة وغير عميقة ومن دون حصول كسور في عظام الجمجمة، ويبدو بالتالي الرأس خفيف التأثر، فإن الدماغ قد يكون تعرض لضرر بالغ من الارتجاج والنزيف، الذي يأخذ وقتاً كي تبدو علاماته كاملة.
هناك بعض المؤشرات على تضرر الدماغ أو الجمجمة حين الإصابة من المهم التنبه إليها عند حضور أي من حوادث إصابة الرأس كإصابات حوادث الدراجات النارية، وهي:
ـ فقدان الوعي، أو الارتباك أو الخمول الذهني.
ـ نوبات تشنج كالصرع.
ـ كسور في الجمجمة أو الوجه، كدمات في الوجه، انتفاخ مكان الإصابة، أو جروح عميقة في جلدة الرأس.
ـ خروج سوائل إما شفافة أو دموية من الأنف أو الفم أو الأذن.
ـ صداع وألم شديد في الرأس.
ـ إظهار تحسن في البداية ثم ظهور انتكاس في الوعي وغيره.
ـ التوتر أو التصرف بطريقة غريبة وغير معهودة من قبل المُصاب.
ـ بطء الكلام أو عدم وضوح في الإبصار.
ـ فقدان القدرة على تحريك أحد الأطراف أو على الشم أو السمع أو الإبصار.
ـ تصلب في الرقبة أو القيء أو التنفس بغير عمق أو هبوط معدل ضغط الدم أو تغيرات في حدقة العين.
إن التعامل السليم مع الدراجة النارية، والاهتمام بوسائل السلامة فيها وفي قائدها، وتوخي الحذر من مسببات الحوادث أثناء قيادتها، كفيل بأن يحد بشكل كبير من حصول الحوادث بالأصل أو التأثر بالإصابات الناجمة عنها. واهتمام الأطباء بالتعريف بوسائل السلامة أثناء التعامل مع المركبات المتحركة، أياً كان نوعها سواء لقائدها أو مجرد راكب فيها، خاصة للصغار من الشباب وحتى الأطفال الرضع، هو أمر غاية في الضرورة والحيوية.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن حديث الأطباء يجب أن يتوسع ليشمل أموراً حياتية أوسع لتشمل جوانب مهمة في السلامة وأمان ممارسة أنشطة الحياة، ذلك أن مهمة الطبيب الإنسانية أكبر من معالجة المرض حين الإصابة به، بل هو التثقيف الصحي الواسع والشامل للوقاية من الأمراض أو الإصابات وغيرها. وإحدى غايات الحديث عن موضوع خوذة الرأس لقائد الدراجة النارية هي فتح باب اهتمام أوسع بمجالات السلامة في الحياة من قبل الأطباء وغيرهم عبر الحديث عن موضوع قلما يتنبه الى أهميته الصحية الكثيرون.
* خوذة مطورة للرؤية الخلفية > خوذة الرأس ذات رؤية خلفية، طرحتها إحدى الشركات البريطانية لأول مرة في ميلانو بإيطاليا ضمن عروض سباقات الدراجات النارية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي نوع جديد من خوذ الرأس يرتديها قائد الدراجة النارية، وتمكنه من الحصول على رؤية أوسع وأدق للمنظر الخلفي.
الخوذة الجديدة، التي من المتوقع أن تصل الى محبي استخدام أو رياضة ركوب الدراجات النارية خلال هذا العام، واستغرقت الأبحاث الأوروبية في تصميمها وإنتاجها عشر سنوات متواصلة، لخدمة أمرين وهما الوقاية من الحوادث والتقليل من درجة الإصابة في الرأس حين حصولها، بحسب قول بيللي مورغن الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة، وأضاف أن المتوقع أن يكون لاستخدامها أثر بالغ في تقليل نسبة الحوادث والإصابات الناجمة عنها، إضافة الى احتمال الوفيات أثنائها.
تقنية إعطاء صورة خلفية متواصلة لقائد الدراجة النارية لا تحتاج الى مصدر للطاقة أو أي إلكترونيات معقدة، بل تعتمد نظام انعكاس الضوء ضمن انحناء قبة الخوذة لنقل صورة المشهد الخلفي عبر حزمة من ألياف المواد الكربونية العديدة ذات وزن خفيف وغير قابلة للكسر.
والطريف أن البعض كان قد اقترح تطوير استخدام مثل تقنية هذه الخوذات لمن أعمالهم تستدعي الرؤية للأمام، وفي نفس الوقت للخلف من دون القدرة على الالتفات، أو ربما يكون ارتداؤها لمتعة السير والمشي مع رؤية الخلف!.
حمل هديتك المجانية
وشكرا جزيلا